يقال: نكلت بفلان، إذا عاقبته في شر أتاه، عقوبةُ تنكل غيره عن ارتكاب مثله، من قولهم: نكل الرجل عن الشيء إذا جبن عنه وامتنع (١). وقد ذكرنا هذه الحرف في قوله:{فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا}[البقرة: ٦٦].
قال الحسن وقتادة في قوله:{وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا}: عقوبة (٢). ونحو ذلك قال الكلبي (٣).
وقال عطاء: أشد نقمة (٤). وقال ابن كيسان: أشد انتقامًا (٥).
وذلك أن العقوبة نقمة وانتقام، فالانتقام معنى التنكيل لا تفسيره.
٨٥ - قوله تعالى:{مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا}. اختلفوا في هذه الشفاعة، ما هي، وما معناها، فقال ابن عباس في رواية عطاء:"يريد من يوحد الله مخلصًا يكن له نصيب منها، يريد الجنة"(٦).
وتفسير هذا القول ما قال الضحاك: من آمن بالتوحيد، وقاتل أهل الكفر، فقد شفع شفاعة حسنة. وقال: نزلت في أبي جهل (٧)، فإنه لم
= وهذا القول لكثير من المفسرين، انظر: "تفسير الهواري" ١/ ٤٠٤ و"بحر العلوم" ١/ ٣٧٢، و"الدر المنثور" ٢/ ٣٣٥. (١) "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٦٦٥ (نكل)، وانظر: الطبري ٥/ ١٨٥، و"البسيط" بتحقيق الفوزان ٣/ ١٠٢٣، و"اللسان" ٨/ ٤٥٤٤ (نكل). (٢) قول الحسن في "تفسير الهواري" ١/ ٤٠٤. وأخرج قول قتادة: الطبري ٥/ ١٨٥، وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم انظر: "الدر المنثور" ٢/ ٣٣٥، وقد عزاه له ابن الجوزي في "زاد المسير" ٢/ ١٤٩. (٣) انظر: "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص٩١. (٤) لم أقف عليه. (٥) لم أقف عليه. (٦) لم أقف عليه. وانظر: "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص ٩١. (٧) تقدمت ترجمته.