قال الزجاج: المعنى: فعلنا ذلك للرحمة، كما تقول: فعلت ذلك ابتغاء الخير، فهو مفعول له (٤).
وقال مقاتل: يقول: ولكن كان (٥) القرآن رحمة من ربك، يعني: نعمة، يعني: النبوة حين اختصصت بها، وأوحينا إليك أمرهم ليعرف كفار مكة نبوتك، فذلك قوله:{لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ}(٦) يعني: أهل مكة (٧){لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} قال ابن عباس: يتعظون (٨).
٤٧ - قوله تعالى:{وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ} قال مقاتل: يعني العذاب في الدنيا {بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} من المعاصي، يعني: كفار مكة (٩){فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ} هلا أرسلت إلينا رسولاً (١٠){فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ}
(١) أخرجه ابن أبي حاتم ٩/ ٢٩٨٤، عن قتادة. (٢) "تفسير مقاتل" ٦٦ ب. (٣) قال الأخفش: فنصب {رَحْمَتَ} على: ولكن رحمك ربك رحمة. "معاني القرآن" ٢/ ٦٥٣. (٤) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ١٤٧. (٥) كان. ساقطة من نسخة (ج). (٦) "تفسير مقاتل" ٦٦ ب. (٧) "تفسير الثعلبي" ٨/ ١٤٨ ب. (٨) "تنوير المقباس" ٣٢٧. (٩) "تفسير مقاتل" ٦٦ ب. (١٠) "مجار القرآن" لأبي عبيدة ٢/ ١٠٧.