للشمس فيؤذيك حرها؛ لأنه ليس في الجنة شمس إنما هو ظل ممدود.
١٢٠ - وقوله تعالى:{فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ} كقوله: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ} في سورة الأعراف [٢٠]{قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ} قال الكلبي: (على شجرة من أكل منها لم يمت)(١). (وملك لا يبلى) لا يفنى. قال ابن عباس:(وهذا كقوله: {مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ}[الأعراف: ٢٠])(٢).
١٢١ - قوله تعالى:{وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ} قال الكلبي: (بأكله من الشجرة)(٣). (فغوى) أي: فعل ما لم يكن له فعله (٤). وقيل:(ظل حيث طلب الخلد والملك بأكل ما نهي عن أكله)(٥). هذان قولان حكاهما المفسرون.
وقال ابن الأعرابي:(الغي: الفساد)(٦).
وقوله تعالى:{وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} أي: فسد عليه عيشه، وقال ابن قتيبة:(الغي ضد الرشد، كما أن المعصية ضد الطاعة)(٧).
(١) ذكره السمرقندي في "بحر العلوم" ٢/ ٣٥٧ بدون نسبة. (٢) وذكر القول ابن الجوزي في "زاد المسير" ٥/ ٣٢٩، بدون نسبة. (٣) ذكره البغوي في "تفسيره" ٥/ ٢٢٣ بدون نسبة، وكذلك السمرقندي في "تفسيره" ٢/ ٣٥٧. (٤) "جامع البيان" ١٦/ ٢٢٤، "الكشف والبيان" ٣/ ٢٥ ب، "معالم التنزيل" ٥/ ٢٢٩. (٥) "بحر العلوم" ٢/ ٣٥٧، "عالم التنزيل" ٥/ ٢٢٣. (٦) "معالم التنزيل" ٥/ ٢٢٩، "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٢٥٧، "تهذيب اللغة" (غوى) ٨/ ٢١٨، وذكره الشنقيطي في "أضواء البيان" ٤/ ٥٣٥، وقال: وهذا خلاف الظاهر. (٧) قال القرطبي في "تفسيره" ١١/ ٢٥٧: (فغوى) فسد عليه عيشه بنزوله إلى الدنيا، والغي الفساد، وهو تأويل حسن، وهو أولى من تأويل من يقول (غوى) معناه ضل، من الغي الذي هو ضد الرشد.