١ - {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ} قال أهل المعاني (١): اذكر إذا وقعت الواقعة، وقال "صاحب النظم": إذا هاهنا صفة وفضل ولغو، كما قال -عَزَّ وَجَلَّ-: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}[الانشقاق: ١] وتأويله: انشقت السماء، كما قال:{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ}[القمر: ١] و {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ}[النحل: ١]، ونظيره في الكلام: قد جاء الشتاء وجاء الصوم بمعنى اقترب ودنا، وإنما قلنا: إن (إذا) ملغاة, لأنه لم يجيء لها خبر ولا جواب، ومنه قول الهذلي (٢):
حتى إذا أسلكوهم في قتائدهم ... شلَّا كما يطرد الجمالة الشردا
(١) انظر: "الكشاف" ٤/ ٥٥، و"الجامع" للقرطبي ١٧/ ١٩٤، و"فتح القدير" ٥/ ١٤٧. (٢) هو عبد مناف بن ربع الهذلي، جاهلي، والبيت ورد في "ديوان الهذليين" ٢/ ٤٢، وروايته (فتائدة)، و"الأمالي" لابن الشجري ٢/ ١٢٢، و"الإنصاف" ص ٤٦١، و"الخزانة" ٧/ ٣٩، ٤١. وانظر أيضًا: "اللسان" ٣/ ١٦ (قتد)، ٢/ ١٨٨ (سلك)، و"تهذيب اللغة" ١٠/ ٦٣ (سلك) ونسبه لابن أحمر. والقتائد: ثنية معروفة، وقيل: اسم عقبة، والشُّرد جمع شرود.