١، ٢ - {حم (١) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} قال ابن عباس: قَسَمٌ من الله بالقرآن المبين (١)، يريد الذي بَيَّنَ فيه الفرائض والسنن والشرائع، قال أبو إسحاق:{الْمُبِينِ} الذي أبانَ طريقَ الهدى من طرق الضلالة، وأبان كلَّ ما تحتاج إليه الأمة (٢).
٣ - قوله تعالى:{إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} أي: صَيَّرناه. والجَعْل يكون بمعنى (٣) التصيير، ذكرنا ذلك في قوله:{مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ}[المائدة: ١٠٣] والمعنى: صَيَّرْنا قرآنَ هذا الكتاب عربيًّا, لأن من القرآن العبراني (٤)
(١) ذكر ذلك الطبري ١٣/ ٤٧، والبغوي ٧/ ٢٠٥، وابن الجوزي ٧/ ٣٠٢ ولم ينسبوه. (٢) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٤٠٥. (٣) انظر: "تهذيب اللغة" (جعل) ١/ ٣٧٣، "اللسان" (جعل) ١١/ ١١١، "مفردات الراغب" (جعل) ص ٩٤، "تفسير البغوي" ٧/ ٢٠٥، "تفسير ابن عطية" ١٤/ ٢٣٩. (٤) قال السيوطي: اختلف الأئمة في وقوع المعرَّب في القرآن، فالأكثرون ومنهم الإمام الشافعي، وابن جرير، وأبو عبيدة، والقاضي أبو بكر، وابن فارس على عدم وقوعه فيه لقوله تعالى: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا} وقوله: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} وقد شدد الشافعي النكير على القائل بذلك، وقال أبو عبيدة: إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين، فمن زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول، ومن زعم أن كذاباً بالنبطية فقد أكبر القول. وقال ابن أوس: لو كان فيه من لغة غير العرب شيء لتوهم متوهم أن العرب إنما عجزت عن الإتيان بمثله، لأنه أتى بلغات لا يعرفونها. وقال ابن جرير: ما ورد عن ابن عباس وغيره من تفسير =