وليس كذلك) (١). وعلى هذا كان أمره فُرُطا لإفراطه في القول والبذخ حين قال: إنه رأس العرب وهم أتباعه على دينه. ويقال: أمر فُرُط، أي مجاوز فيه الحدود. روي عن أبي زيد البلخي أنه قال:(معناه: قدما في الشر)(٢). وعلى هذا أصله من قوله: فَرَطَ منه أمر، أي: سبق وبدر (٣).
٢٩ - قوله تعالى:{وقُلِ} قال عطاء عن ابن عباس: (وقيل يا محمد
(١) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١٤٠. (٢) ذكره الأزهري في "تهذيب اللغة" بلا نسبة (فرط) ٣/ ٢٧٧٣، و"لسان العرب" (فرط) ٦/ ٣٣٩١. (٣) انظر: "تهذيب اللغة" (فرط) ٣/ ٢٧٧٣، و"مقاييس اللغة" (فرط) ٤/ ٤٩٠، و"القاموس المحيط" (فرط) ص (٦٨١)، و"لسان العرب" ٦/ ٣٣٩١، و"الصحاح" (فرط) ٣/ ١١٤٨. وقال الطبري -رحمه الله- في "تفسيره" ١٥/ ٢٣٦: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال معناه ضياعًا وهلاكًا من قولهم: أفرط فلان في هذا الأمر إفراطًا، إذا أسرف فيه وتجاوز قدره. وكذلك قوله {وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: ٢٨]، معناه وكان أمر هذا الذي أغفلنا قلبه عن ذكرنا في الرياء والكبر واحتقار أهل الإيمان سرفًا قد تجاوز حده فضيع بذلك الحق وهلك. (٤) هذا عجز بيت لبيد، وصدره: ولقد حميتُ الخيل تحمل سكَّتى والفرَطُ: الفرس السريعة التي تتفرط الخيل أي تتقدمها. وشاحي، لجامها: أن الفرسان كان أحدهم يتوشح اللجام، وتوشحه إياه أن يلقيه على عاتقه ويخرج يده منه. انظر: "ديوانه" ٣١٥، و"تهذيب اللغة" (فرط) ٣/ ٢٧٧٣، و"لسان العرب" (فرط) ٦/ ٣٣٩١، و"شرح القصائد العشر" للتبريزي ١٩٥.