[قال ابن عباس](١): يريد قد علمت وأيقنت أني أعلم ما في السماء والأرض.
وهذا استفهام يراد (٢) به التقرير كقوله:
ألستم خير من ركب المطايا
قوله:{إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ} يعني ما يجري في السماء والأرض، كلّ ذلك مكتوب في اللوح المحفوظ، وذلك أن الله تعالى خلق القلم واللوح، فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة (٣).
قوله:{إِنَّ ذَلِكَ} أي: علمه بجميع ذلك {عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} أي: سهل. فلا يخفى عليه شيء يتعذر العلم به.
وقال ابن جريج: إنَّ الحكم بين المختلفين في الدنيا يوم القيامة على
(١) ما بين المعقوفين ساقط من (ظ). (٢) في (أ): (يريد). (٣) روى أبو يعلى في مسنده ٤/ ٢١٧، والطبراني في "المعجم الكبير" ١٢/ ٨ - ٩٦ واللفظ له عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لما خلق الله القلم قال له: اكتب، فجرى بما هو كائن إلى قيام الساعة". قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٧/ ١٩٠: رواه الطبراني ورجاله ثقات. وروى مسلم في "صحيحه" (كتاب القدر ٤/ ٢٠٤٤) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وكان عرشه على الماء".