وقال مقاتل: الله أعلم بما تعملون وما نعمل، فذلك قوله:{اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}(٢).
وعلى هذا في الآية محذوف حذف لدلالة الباقي عليه. والمعنى: أيضًا يحكم بيننا وبينكم. يعني: أنَّه عالم بأعمالنا فهو يحكم بيننا وبينكم يوم القيامة {فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} أي: تذهبون فيه إلى خلاف ما نذهب. وهو معنى قول ابن عباس: يريد في خلافكم إيّاي (٣).
قال الكلبي ومقاتل: نسختها آية السيف (٤).
وهذا النسخ الذي قالا لا يرجع إلى الحكم، لأنَّ الله يحكم يوم القيامة بين المحق والمبطل فيدخل المحق الجنة والمبطل النار، ولكن النسخ يعود إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- لما أمر بالقتال كان يقاتل من خالفه ولم يصدقه، ولا يدفع بالقول والمداراة كما أمر في هذه الآية بأن يقول إذا جادلوه:
(١) ذكره عنه القرطبي ١٧/ ٩٤. (٢) "تفسير مقاتل" ٢/ ٢٨ أ. (٣) ذكره القرطبي ١٢/ ٩٤ من غير نسبة، وفيه: آياتي بدل إيّاي. (٤) "تفسير مقاتل" ٢/ ٢٨ أ. وانظر: "الناسخ والمنسوخ" لهبة الله بن سلاهه ص٦٦، "ناسخ القرآن العزيز ومنسوخه" لابن البارزي ص ٤١. والمراد بآية السيف هي قوله: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} [التوبة: ٥]. وقيل: في قوله: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً} [التوبة: ٣٦]. وقيل هما معًا. انظر: الإتقان للسيوطي ٢/ ٦٧، "روح المعاني" للألوسي ١٠/ ٥٠. والقول بالنسخ محل نظر؛ لأنه لا دليل على النسخ، ولا تعارض بينها وبين آية السيف.