قوله تعالى:{تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ} تفسيره قد تقدم في أوائل سور (٢).
٢ - وقوله:{هُدًى} قال أبو إسحاق: يجوز أن يكون {هُدًى} في موضع نصب على الحال، المعنى: تلك آيات الكتاب هاديةً ومبشرةً، ويجوز أن يكون في موضع رفع من جهتين؛ أحدهما: على إضمار: هو هدى، وإن شئت على البدل من آيات؛ على معنى: تلك هدى وبشرى. قال: وفي الرفع وجه ثالث، وهو حسن؛ على أن يكون خبرًا بعد خبر، وهما جميعًا خبرٌ لتلك، كقولهم: هو حلو حامض، أي: قد جمع الطعمين، فيكون خبر (تِلْكَ): (آيَتُ)(٣) و: (هُدًى) أيضًا فتجمع أنها آيات، وأنها هادية ومبشرة (٤).
قال ابن عباس ومقاتل والكلبي: بيان من الضلالة لأولياء الله، ولمن عمل به، وبشرى (٥) بما فيه من الثواب للمصدقين بالقرآن أنه من عند الله، وبالجنة لمن آمن بمحمد عليه السلام. ثم نعتهم فقال (٦): {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ}.
(١) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٧٩. وذكر الواحدي، في "الوسيط" ٣/ ٣٦٨، عن مجاهد: هو من الحروف المقطعة، التي هي فواتح يفتح الله بها القرآن، وليست من أسماوئه. وذكر البرسوي ٦/ ٣١٨، تأويلات باطلة لهذه الحروف. (٢) سبق ذكر ما أحال عليه الواحدي في أول سورة الشعراء. (٣) آيات. سقط من نسخة: (أ)، (ب). (٤) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ١٠٧. (٥) (وبشرى) ساقطة من نسخة (أ)، (ب). (٦) "تفسير مقاتل" ٥٦ ب.