لأستخرجن العلم فيكم. تريد: لأستخرجن العلم الذي فيكم منكم، ثم تحذف أيهما شئت، أعني. (مِنْ)، و (في)، فيكون المعنى قائمًا على حاله (١).
وقوله تعالى:{وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} قراءة الناس بالياء؛ لأن الكلام على الغيبة، وهو قوله:{وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ}{أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ} وهو يعلم الغيب، وما يخفون وما يعلنون. وقرأ الكسائي وحفص: بالتاء (٢)؛ أما الكسائي فإن الكلام دخله خطاب على قراءته:{أَلَّا يَسْجُدُوا} بالتخفيف (٣).
والمعنى: اسجدوا لله الذي يعلم ما تخفون. ورواية أبي بكر عن عاصم بالياء أشبه بقراءته من رواية حفص؛ لأنه غيبةٌ مع غيبةٍ (٤).
قال مقاتل:{مَا تُخْفُونَ} في قلوبهم {وَمَا تُعْلِنُونَ} بألسنتهم (٥).
(١) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٩١. (٢) قرأ الكسائي، وحفص عن عاصم: بالتاء فيهما. وقرأ الباقون، وأبو بكر عن عاصم: بالياء فيهما. "السبعة في القراءات" ٤٨١، و"إعراب القراءات السبع وعللها" ٢/ ١٤٩. و"المبسوط في القراءات العشر" ٢٧٩، و"الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٣٨٥، و"النشر في القراءات العشر" ٢/ ٣٣٧. (٣) قال الكسائي: ما كنت أسمع المشيخة يقرؤونها إلا بالتخفيف على نية الأمر. "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٩٠. (٤) "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٣٨٥، باختصار. (٥) "تفسير مقاتل" ٥٨ أ. وأخرج ابن أبي حاتم ٩/ ٢٨٦٩، عن ابن عباس: يعلم ما عملوا بالليل والنهار. وعن الحسن: في ظلمة الليل، وفي أجواف بيوتهم.