أي لم نغفل عن الخلق إذ (١) بنينا فوقهم سماء أطلعنا فيها الشمس والقمر والكواكب، التي بها ينتفعون، وأنزلنا منها عليهم الماء. وكأن هذا أقوى الوجوه. وهو معنى قول الحسن، يعني: ننزل (٢) عليهم ما يحييهم من المطر (٣).
وقال مقاتل: بقدر ما يكفيهم للمعيشة (٤). قال ابن عباس: يريد النيل.
وعلى هذا القول الماء المذكور في الآية مخصوص (٥).
وقال الكلبي: هو المطر.
وعلى هذا معنى {فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ} يريد ما يبقى في الغُدران والمستنقعات والدُّحلان (٦)، أقر الله الماء فيها لينتفع به الناس في الصيف وعند انقطاع الأمطار.
وقال آخرون (٧): هو العيون والينابيع التي يخرج الماء منها، وذلك
(١) في (أ): (إلا)، وهو خطأ. (٢) في (أ): (نزل). (٣) ذكره عنه الثعلبي ٣/ ٦٠ أ. (٤) "تفسير مقاتل" ٢/ ٢٩ ب. (٥) ولا وجه لهذا التخصيص، لعدم الدليل. (٦) في (اْ): (الدجلان)، وفي (ع): (الدخلان)، والصواب ما في (ظ). وهو جمع دحل، والدحل والدُّحل: هوة تكون في الأرض وفي أسافل الأودية، فيها ضيق ثم تتسع. "الصحاح" ٤/ ١٦٩٥ (دحل)، "لسان العرب" ١١/ ٢٣٧ (دحل). والغُدْران: جمع غدير، وهو القطعة من الماء يغادرها السيل. "الصحاح" ٢/ ٧٦٦ - ٧٦٧ (غدر). (٧) ذكره البغوي ٥/ ٤١٣ وصدره بقول: قيل.