به. وهذا يدل على أنَّ الزنا لا يثبت بأقل من أربعة شهود (١).
{فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ} أي في حكم الله هم كاذبون. فدلّ هذا على أن القاذف إذا عجز عن إقامة البينة حكم بكذبه (٢).
وسئل أحمد بن يحيى (٣) عن هذه الآية، وقيل: إذا رأى الرجل مع امرأته رجلًا وتيقّن الفاحشة ثم أخبر الإمام بذلك وعجز عن إقامة البينة فحدَّ أيكون عند الله كاذبًا؟ فقال: تأويل {عِنْدَ اللَّهِ} في حكم الله، وقد فرض علينا أن نجريه مجرى الكاذبين وإن كان في معلوم الله أنه صادق، فإن صدقه مغيب عنّا، والغيب لا يعلمه إلا الله.
١٤ - ثم ذكر الذين قذفوا عائشة فقال:{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ} قال ابن عباس: يريد لولا ما منّ الله به عليكم وستركم (٤).
{لَمَسَّكُمْ} لأصابكم ([فِي مَا أَفَضْتُمْ] (٥) فِيهِ) فيما أخذتم فيه وخضتم فيه من الكذب والقذف.
ويقال: أفاض القوم في الحديث إذا أخذوا فيه وأكثروا (٦).
(١) انظر: "أحكام القرآن" للجصَّاص ٣/ ٣٠٧، "أحكام القرآن" للكيا الهراسي ٣/ ٣٠٨. (٢) انظر: "أحكام القرآن" للجصَّاص ٣/ ٣٠٧، "أحكام القرآن" للكيا الهراسي ٣/ ٣٠٨. (٣) هو ثعلب، ولم أجد من ذكر عنه هذا. (٤) رواه الطبراني في "الكبير" ٢٣/ ١٤١. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٦/ ١٥٠ ونسبه للطبراني. (٥) ساقط من (ع). (٦) "تهذيب اللغة" للأزهري ١٢/ ٧٨ (فاض) وفيه: "إذا اندفعوا فيه ... ".