قال: وفي قوله: {أَنْ صَدُّوكُمْ}{أَنْ} الفتح والكسر (٢) واختار أبو عبيد النصب، وقال: لأن الله تعالى عاتبهم على ما كان منهم، وعلمه قبل ذلك من فعلهم (٣). ثم عزى نبيه بقوله:
قال ابن عباس: يريد أشد من قومك بطشًا (٤)، ويعني: بالأشد بطشًا الأولين الذين ذكر أنه أرسل فيهم الرسول فاستهزؤا به فأهلكهم الله، وهم كانوا أشد بطشًا من قريش.
قال ابن عباس: يعني: أكبر عددًا وأظهر جَلدًا (٥)، ونظم الكلام
(١) البيت للفرزدق انظر: "ديوانه" ٨٥٥، "الخزانة" ٣/ ٦٥٥، "شرح شواهد المغني" ١/ ٨٦، وهو من قصيدة يمدح فيها سليمان بن عبد الملك ويهجو جريرًا وقتيبة هو: قتيبة بن مسلم الباهلي القائد المشهور، وأما ابن خازم فهو: عبد الله بن خازم السلمي أمير خراسان من قبل ابن الزبير، والشاهد فيه كسر (إن) وحملها على معنى الشرط، وقد ورد البيت في "تفسير الطبري" ١٣/ ٥٠، "الدر المصون" ٦/ ٩٢. (٢) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٢٧. (٣) ذكر ذلك الثعلبي ١٠/ ٧٩ ب، والشوكاني في "فتح القدير" ٤/ ٥٤٨ عن أبي عبيد، وذكره بهذا اللفظ القرطبي ١٣/ ٦٣ ولكن نسبه لأبي عبيدة فلعله تصحيف (عبيد). (٤) ذكر ابن الجوزي أن المراد: قريش، ولم ينسبه، انظر: "زاد المسير" ٧/ ٣٠٣، وقال البغوي ٧/ ٢٠٦: أي: أقوى من قومك، وقال القرطبي: الكناية في {مِنْهُمْ} ترجع إلى المشركين المخاطبين بقوله: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا} فكنى عنهم بعد أن خاطبهم ١٦/ ٦٣. (٥) قال القرطبي ١٦/ ٦٤: أقوى من هؤلاء المشركين في أبدانهم وأتباعهم. ولم ينسبه.