١٣ - قوله:{لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ} قال أبو عبيدة: التذكير لـ: ما (٢)، وقال الفراء: أضاف الظهور إلى واحد فيه معنى الجمع بمنزلة الجيش والجند، فلذلك ذكَّر وجمع الظهور (٣).
{ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ} يعني النعمة بتسخير ذلك لكم، مراكب في البر والبحر، وقال الكلبي: هو أن تقول: الحمد لله الذي رزقني هذا وحملني عليه (٤)، وهذا معنى قول ابن عباس: تذكروا كرامة ربكم إذا استويتم عليه، يعني: إكرامه إياكم بتلك المراكب (٥)، ويدل على هذا قوله:{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}[الإسراء: ٧٠].
وقوله:{وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا} قال مقاتل: ذلل لنا هذا المركب (٦)، وقال قتادة: قد علمكم كيف تقولون إذا ركبتم الفلك بقوله: {بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا}[هود: ٤١] ويعلمكم إذا ركبتم الإبل أن
(١) انظر: "تفسير الطبري" ١٣/ ٥٢، "تفسير البغوي" ٢٠٧/ ٧، "الجامع لأحكام القرآن" ١٦/ ٦٤، وقد نسبه القرطبي، والمؤلف في "الوسيط" ٤/ ٦٥ لابن عباس. (٢) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ٢/ ٢٠٢. (٣) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٢٨. (٤) ذكر ذلك في "الوسيط" ٤/ ٦٥ ونسبه لمقاتل والكلبي. (٥) لم أقف عليه. (٦) انظر: "تفسير مقاتل" ٣/ ٧٩٠.