وشقوق وصدوع وفصول. كل هذا من ألفاظهم. وقال مقاتل: من خلل (١). ومعنى الفَرْجِ في اللغة: الخلل، والفُرجة بين الشيئين. ويقال لما بين دوارج (٢) الدابة: الفروج. ومنه قول امرئ القيس:
تسدُّ به فَرْجَها من دُبُر (٣)
أراد لما بين فخذيها ورجليها.
٨ - قوله تعالى:{تَبْصِرَةً وَذِكْرَى} قال أبو إسحاق: فعلنا لنبصر ونذكر به، ويدلُّ على القدرة:{لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ} يرجع إلى الله ويفكر في قدرته (٤).
٩ - قوله:{وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا} يعني كثير الخير، وفيه حياة كل شيء وهو المطر. قوله {وَحَبَّ الْحَصِيدِ} الحصيد المَحصود، وقد مَرَّ تفسيرُه عند قوله:{مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ}[هود: ١٠٠](٥).
قال ابن عباس: يريد القمح (٦).
(١) انظر: "تفسير مقاتل" ١٢٤ أ. (٢) دوارج الدابة: قوائمها. "اللسان" ١/ ٩٦٣ (درج). (٣) وصدره: لها ذنب مثل ذيل العروس انظر: "ديوانه" ص ١١٢، "تهذيب اللغة" ١١/ ٤٥ (فَرَجَ)، "الخزانة" ٧/ ٢١٠. (٤) انظر: "معاني القرآن" ٥/ ٤٣. (٥) عند تفسيره لآية (١٠٠) من سورة هود. ومما قال: الحصيد غير القائم وهو من الديار الخرب والمخسوف به، ومن الزرع ما أهلك ومحي أثره. (٦) والذي ورد عنه رضي الله عنه قوله: (الحبوب كلها التي تحصد). انظر: "تنوير المقباس" ٥/ ٢٥٣، وهو ما قال به الزجاج أيضًا.