وقرأ أبو عمرو:(تَرْجعون) بفتح التاء وكسر الجيم، اعتبارًا بقوله:{إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ}[الغاشية: ٢٥] فأضاف المصدر إلى الفاعل، وقوله:{إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}[البقرة: ١٥٦]. وقوله:{فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ}[يونس: ٤٦]. وقوله:{كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ}[الأعراف: ٢٩](١).
وقوله:{ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ} أي: جزاء ما كسبت من الأعمال، قال ابن عباس: يريدَ ثوابَ عَمَلِهَا، خيرًا بخير، وشرًّا بشر، {وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} يريد: وهم لا يُنْقَصُون، لا أهلُ الثوابِ ولا أهْلُ العِقَاب، قال: وهذه الآية لجميع الخلقِ البرِّ والفاجِرِ (٢).
٢٨٢ - قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ} قال ابن عباس: لم حرّم الله تعالى الرِّبا أباحَ السَّلَم فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ}(٣) الآية.
التداين: تفاعل، من الدَّيْن، ومعناه: داين بعضكم بعضًا وتبايعتم بدين (٤)، قال أهل اللغة: القرضُ غير الدينِ؛ لأن القرض أن يقترض الإنسانُ دراهمَ أو دنانيرَ أو حَبًّا وتمرًا وما أشبه ذلك ولا يجوز فيه الأجل، والأجل في الدَّيْن جائز (٥).
(١) من "الحجة" ٢/ ٤١٧ - ٤١٨ بتصرف. (٢) ذكره في "الوسيط" ١/ ٣٩٩، وهو من رواية عطاء التي تقدم الحديث عنها في قسم الدراسة. (٣) رواه عبد الرزاق في "المصنف" ٨/ ٥، والشافعي في "الأم" ٣/ ٩٣، والطبري في "تفسيره" ٣/ ١١٦ - ١١٧، وذكره ابن أبي حاتم في "تفسيره" ٢/ ٥٥٤. (٤) من قوله: (التداين)، ساقط من (ي). (٥) ينظر "اللسان" ١/ ٣٢ (مادة: أجل).