كيفَ يخْلُو وعِنْدَه كاتِبَاه ... شَاهِدَاه ورَبُّهُ ذو المِحَالِ
وقال عبد المطلب بن هاشم (٣):
لا هم إنَّ المَرْء يمنعُ رَحْلَه فامْنَع حِلالَك ... لا يَغْلِبَنّ صَلِيبهُمُ ومِحَالُهم عَدَدًا مِحَالَك
قال ابن الأنباري (٤): أراد لا يغلبن مكرهم مكرك، وروى الضحاك عن ابن عباس (٥) في هذه الآية: شديد المكر، فإن قلنا: إن المحال معناه القوة، فهو ظاهر، والميم فاء، وإن قلنا: معناه المكر والحيلة، كان الميم أيضًا أصلية، ويكون المماحلة بمعنى المماكرة والاحتيال.
١٤ - قوله تعالى:{لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ} الآية، أكثر المفسرين على أن المراد بدعوة الحق هاهنا كلمة التوحيد والإخلاص، روى عكرمة عن ابن عباس (٦): {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ} قال: لا إله إلا الله، وهذا اختيار
(١) الطبري ١٣/ ١٢٧. (٢) "ديوانه" ص ٦٤، و"الزاهر" ١/ ١٠٢. (٣) انظر: "سيرة ابن هشام" ١/ ٥١، و"تاريخ الطبري" ٢/ ١٣٥، و"الزاهر" ١/ ١٠١، و"المحرر" ٨/ ١٤٨، و"البحر" ٥/ ٣٥٨، و"الدر المصون" ٧/ ٣٢، و"اللسان" (محل) ٧/ ٤١٤٨ (٤) "الزاهر" ١/ ٩، ١٠. (٥) أخرجه ابن أبي حاتم وأبو الشيخ كما في "الدر" ٤/ ١٠٠، و"زاد المسير" ٤/ ٣١٦. (٦) عبد الرزاق ٢/ ٣٣٤، والطبري ١٣/ ١٢٧، والفريابي، وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" كما في "الدر" ٤/ ١٠٠، والثعلبي ٧/ ١٢٩ ب، والقرطبي ٩/ ٣٠٠، و"معاني القرآن" للنحاس ٤/ ٤٨٥.