{وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ}[آل عمران: ١٤٢](١)، وقد مر الكلام فيه (٢). وهذا معنى قول ابن عباس ومقاتل والكلبي وجميع المفسرين في هاتين الآيتين (٣). قوله:{وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ} قال مقاتل: كل شيء من الإيمان والشك رقيب (٤).
وقوله:{الَّذِينَ زَعَمْتُمْ} أي: الذين زعمتم أنهم آلهة وأنهم ينصرونكم، فأضمر مفعول الزعم، قال المفسرون (٥): يعني الشركاء والملائكة وجميع من عبدوهم من دون الله.
قال مقاتل: يقول: ادعوهم فليكشفوا عنكم التفسير الذي نزل بكم في سني الجوع (٦). ثم وصفهم وأخبر عنهم فقال:{لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ} أي: من خير وشر ونفع وضر. {وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ} يريد: ما شاركونا في شيء من خلقهما. {وَمَا لَهُ} وما لله. {مِنْهُمْ} من الشركاء والمعبودين. {مِنْ ظَهِيرٍ} من معين على شيء. قال مقاتل: ثم