وقرأ نافع وابن عامر بالنون، والمعنى فيه كالمعنى في الياء، ومثله قوله:{بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ}[آل عمران: ١٥٠]، ثم قال:{سَنُلْقِى} بالنون [آل عمران: ١٥١](٥).
وقوله تعالى:{خَالِدِينَ فِيهَا} قال أبو إسحاق: أي: ندخلهم مقدرين الخلود فيها، وهذا كما تقول في الكلام: مررت برجل معه صقرٌ صائدًا به غدًا، أي: مقدرًا الصيد غدًا، لأن الحال لا يكون إلا ما أنت فيه (٦).
(١) "تفسير ابن عباس" ص ١٣٨، وأخرجه ابن جرير بمعناه من طريق ابن أبي طلحة ٨/ ٦٩، ٧٢، وذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ٢/ ٣٣ بلفظ المؤلف. انظر: "الدر المنثور" ٢/ ٢٢٨، "تحقيق المروي" عن ابن عباس ١/ ١٩٧. (٢) هو أبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن كيسان، تقدمت ترجمته. (٣) الذي في "معاني الزجاج" ٢/ ٢٧: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ} أي: الأمكنة التي لا ينبغي أن تُتجاوز، ولم أقف على قول ابن كيسان. (٤) (يدخله) ليست في (د). (٥) "الحجة" ٣/ ١٤٠، ١٤١، وانظر: "السبعة" ص ٢٢٨، وهذا القراءة عشرية قرأ بها أبو جعفر أيضًا من العشرة. انظر: "المبسوط" ص ١٥٤، "النشر" ٢/ ٢٤٨. (٦) "معاني الزجاج" ٢/ ٢٧ بتصرف. (٧) لم أقف عليه، وهذا القول مرجوح؛ لأن الآية عامة ولا مخصص لها، وأصوب من هذا القول الثاني لابن عباس لموافقته السياق.