وقوله تعالى:{وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} قال عطاء، عن ابن عباس:(يريد: أخذلهم وأدعهم في ضلالتهم يتمادون)(١).
١١١ - قوله تعالى:{وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ} الآية، كان المشركون يقولون للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أرنا الملائكة يشهدون لك بالنبوة، أو ابعث لنا بعض موتانا حتى نسألهم عنك أحق ما تقول أم باطل؟ والمسلمون يتمنون آية تأتيهم لعلهم يؤمنون، فقال الله تعالى:{وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ} كما شاؤوا ورأوهم عيانًا {وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى} فشهدوا لك بالنبوة (٢){وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا} وقرئ (قِبَلا)(٣) قال أبو زيد: (يقال: لقيت فلانًا قِبَلًا ومُقَابَلة، وقَبَلاَ وقُبُلًا وقِبليًّا وقَبِيلاً، كله واحد، وهو المواجهة)(٤)، والمعنى في القراءتين على ما قاله أبو زيد واحد وإن اختلف
(١) ذكره ابن القيم في "بدائع التفسير" ٢/ ١٧٣، وذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ١٠٠، والبغوي ٣/ ١٧٩ من قول عطاء، وأخرج الطبري ٧/ ٣١٥، وابن أبي حاتم ٤/ ١٣٧٠، تحقيق أحمد الزهراني بسند جيد عن ابن عباس، قال: {يَعْمَهُونَ} يتمادون. وانظر: "تفسير ابن كثير" ٢/ ١٨٥. (٢) هذا قول الفراء في "معانيه" ١/ ٣٥٠، و"النحاس" ٢/ ٤٧٥، والسمرقندي ١/ ٥٠٧، وأخرجه ابن أبي حاتم ٤/ ١٣٧ بسند جيد عن مجاهد، وذكره هود الهواري ١/ ٥٥٢ عن الحسن، وذكره ابن الجوزي ٣/ ١٠٦، والرازي ١٣/ ١٥٠، عن ابن عباس. (٣) قرأ ابن عامر ونافع (قِبَلًا) بكسر القاف وفتح الباء، وقرأ الباقون بضمهما. انظر: "السبعة" ص ٢٦٥ - ٢٦٦، و"المبسوط" ص ١٧٣، و"التذكرة" ٢/ ٤٠٨، و"التيسير" ص ١٠٦، و"النشر" ٢/ ٢٦١، ٢٦٢. (٤) "النوادر" ص ٢٣٥، وقبلاً: بكسر القاف وفتح الباء، ومقابلة: بضم الميم، وفتح القاف والباء، وقبلا بالفتح، وقبلاً: بالضم. وقبليًّا: بالفتح وتشديد الياء. وقبيلاً: بفتح القاف وكسر الباء.