منها على عشرة أضعاف (١)، ووجه على سبع مائة ضعف (٢)، ووجه على ما لا مقدار له، كما قال:{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}[الزمر: ١٠](٣).
٣٧ - قوله تعالى:{رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ} فيه ثلاثة أوجه من القراءة: (الرفع في: (ربّ السموات)، و (الرحمن)(٤)، والخفض فيهما (٥)، والخفض في الأول، والرفع في الثاني (٦)، فمن رفع قطع الأول من الخبر الذي قبله في قولك:(من ربك) فابتدأه، وجعل:(الرحمن) خبره، ثم استأنف:(لا يملكون منه).
ومن خفضهما أتبع الاسمين الجر الذي قبلهما، ومن خفض الأول دون الثاني أتبع الأول الجر الذي قبله، واستأنف بقوله:{الرَّحْمَنِ}، وجعل قوله:{لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ} في موضع خبر، فقال:{الرَّحْمَنِ}(٧).
(١) نحو ما جاء في قوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: ١٦٠]. (٢) نحو ما جاء في قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ} [البقرة: ٢٦١]. (٣) "التفسير الكبير" ٢٣/ ٣١ من غير نسبة. وقد جاء في "مقاييس اللغة" أن الحاء، والسين، والباء: أصول أربعة: فالأول: العد، والثاني: الكفاية، والثالث: الحسبان، وهو جمع حُسبانة، وهي الوسادة الصغيرة، والأصل الرابع: الأحسب: الذي ابيضت جِلدته من داء، ففسدت شعرته كانه أبرص. ٢/ ٥٩ - ٦١ (حسب). وانظر أيضًا: "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٢٨، "لسان العرب" ١/ ٣١٠ (حسب). (٤) قرأ بذلك ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو. انظر: "الحجة" ٦/ ٣٧٠،"حجة القراءات" ٧٤٧، "كتاب التبصرة" ٧١٩، " إتحاف فضلاء البشر" ٤٣١. (٥) قرأ بذلك: ابن عامر، وعاصم. انظر: المراجع السابقة. (٦) قرأ بذلك: حمزة، والكسائي. انظر: المراجع السابقة. (٧) ما بين القوسين نقله عن أبي علي الفارسي في "الحجة" ٦/ ٣٧٠.