وقوله:{وَابْنَ السَّبِيلِ} يعني: حق الضيف عليك أن تحسن إليه (٢).
{ذَلِكَ خَيْرٌ} يقول: إعطاء الحق أفضل من الإمساك {لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ}(٣) يطيعون بما يعلمون ثوابه. ثم نعتهم فقال:{وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(٤).
٣٩ - قوله تعالى:{وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ} الآية، روى قتادة عن ابن عباس في هذه الآية قال: هي هدية الرجل يهدي الشيء يريد أن يثاب أفضل منه، فذلك الذي لا يربو عند الله، لا يؤجر فيه صاحبه، ولا إثم عليه فيه (٥). وعن مجاهد قال: هي الهدايا (٦).
وروى ابن أبي روَّاد عنه قال: هو الربا الحلال؛ يهدي الرجل الشيء ليُهدَى له أفضل منه، فهو حلال ليس فيه إثم ولا أجر (٧). وقوله: {وَلَا تَمْنُنْ
(١) "تفسير مقاتل" ٧٩ ب. (٢) "تفسير مقاتل" ٧٩ ب. و"معاني القرآن" للزجاج ٤/ ١٨٧. (٣) "تفسير مقاتل" ٧٩ ب. (٤) "تفسير مقاتل" ٧٩ ب، من قوله: ثم نعتهم. (٥) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ١٠٣، وأخرجه ابن جرير ٢١/ ٨٤، عن ابن عباس من طريق قتادة. وأخرجه ابن جرير ٢١/ ٤٦، من طريق محمد بن سعد بإسناده عن ابن عباس. وهو قول مقاتل ٧٩ ب. (٦) أخرجه ابن جرير ٢١/ ٤٦. (٧) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ١٠٤، عن الضحاك بن مزاحم، من طريق عبد العزيز بن أبي رواد. - عبد العزيز بن أبي رواد، شيخ الحرم، واسم أبيه: ميمون، حدث عن سالم بن عبد الله، والضحاك بن مزاحم، وعكرمة، ونافع، وغيرهم، وحدث عنه: يحيى القطان، وعبد الرزاق، وابن المبارك، وغيرهم، صدوق عابد، وربما وهم، ورمي بالإرجاء، ت: ١٥٩ هـ. "سير أعلام النبلاء" ٧/ ١٨٤، و"تقريب التهذيب" ص ٦١٢.