قال أبو إسحاق:(أعلم الله عز وجل أنه يُصرف لهم الآيات، وهي العلامات التي تدل على توحيده وصحة نبوة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، ثم هم يعرضون عما وضح لهم وظهر عندهم)(٣).
٤٧ - قوله تعالى:{قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً} قال ابن عباس والحسن: (ليلًا أو نهارًا)(٤) وقال الكلبي: (فجأة أو علانية)(٥).
قال أهل المعاني:(نقيض الجهرة الخفية، وهاهنا قوبل بالبغتة؛ لأن البغتة متضمنة معنى الخفية؛ لأنه يأتيهم من حيث لا يشعرون، فخفى (٦) سببه) (٧).
(١) هذا قول أكثر أهل اللغة والتفسير، انظر: "مجاز القرآن" ١/ ١٩٢، و"غريب القرآن" لليزيدي ص ١٣٧، و"تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة ص ١/ ١٦٤، و"تفسير السمرقندي" ١/ ٤٨٦، وابن عطية ٥٢/ ٢٠٢. (٢) "ديوانه" ص ٦٣، والطبري ٧/ ١٩٧، وابن عطية ٥/ ٢٠٢، والقرطبي ٦/ ٤٢٨، و"البحر" ١/ ١١٧، و"الدر المصون" ٤/ ٦٣٦، وصدف أي: معرض. (٣) "معاني القرآن للزجاج" ٢/ ٢٤٩. (٤) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ٤١، والبغوي ٣/ ١٤٥، عن ابن عباس والحسن، وذكره هود الهواري في "تفسيره" ١/ ٥٢٦، وابن عطية ٥/ ٢٠٣، والقرطبي ٦/ ٤٢٩، وأبو حيان في "البحر" ٤/ ١٣٢، عن الحسن فقط، وذكره الخازن في "تفسيره" ٢/ ١٣٤ عن ابن عباس فقط. (٥) "تنوير المقباس" ٢/ ٢٠. (٦) في (ش): (فيخفى). (٧) انظر: "تفسير الرازي" ١٢/ ٢٢٨.