الْكَافِرُونَ} وقال في سورة ص:{وَقَالَ الْكَافِرُونَ}[ص: ٤] بالواو وهاهنا بالفاء. ذكر صاحب النظم أن في سورة (ص) قراءة: {وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ}[ص: ٤] خبران:
ثم نسق عليه خبر آخر فقال:{وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} أخبر عنهم بالعجب وبقولهم: {هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ}. وفي هذه السورة عطف بالفاء؛ لأن الآية كلها خبر واحد، والعجب سبب لقولهم:{هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ} لأنهم عجبوا فقالوا: هذا شيء عجيب، كما تقول: قام فمرَّ. جعلت القيام سببًا للمرور. ولو قلت: قام ومر. كنت قد أخبرت عنه بشيئين ولم تجعل الأول سببًا للثاني، يدل على أن الآية في هذه السورة خبر واحد. قوله:{فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ} فهذا من جنس قوله: {وَعَجِبُوا} وقال في سورة ص: {وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} وهذا ليس من جنس عجبوا (١).
٣ - قوله تعالى:{أَإِذَا مِتْنَا} قال أبو إسحاق: أي أنُبْعث إذا متنا وكنا ترابًا. ولو لم يكن (٢) لإذا متعلق، لم يكن في الكلام فائدة (٣).
قوله تعالى:{ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ} الرجع معناه الرد. قال الله تعالى:{فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ}[التوبة: ٨٣] وقد مر (٤).
(١) انظر: "التفسير الكبير" ٢٨/ ١٥١. (٢) (ك): (ولم لم يكن) والصواب ما أثبته. (٣) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٤٢. (٤) قال: معنى الرجع تصيير الشيء إلى المكان الذي كان فيه. يقأل رجعته رجعًا كقولك: ر ددته. ردًّا.