وقال قتادة: حافقالما استودعه الله من حقه ونعمته (٢).
٣٣ - قوله تعالى:{مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ} يجوز أن يكون بدلاً من قوله: {أَوَّابٍ حَفِيظٍ}، ويجوز أن يكون استئنافًا على: هو من خشي الرحمن ويجوز أن يكون ابتداء يراد به الجزاء، على معنى: من خشي الرحمن قيل له: {ادْخُلُوهَا} وادخلوها جواب للجزاء، أضمرت قبله القول وجعلته فعلاً للجميع وهو قوله:{ادْخُلُوهَا} , لأن (من) يكون في مذهب الجمع ذكر ذلك الفراء (٣).
ومعنى {خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ} قال ابن عباس: يقول يخافني ولا يرائي فكأنه يرائي (٤).
وقال مقاتل: أطاعه ولم يره (٥). وهذا كما ذكرنا في قوله:{يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}[البقرة: ٣] ومعنى هذا الغيب: غيبته عن رؤية الله. وقال الضحاك والسدي والحسن: يعني: في الخلوة، حيث لا يراه أحد إذا أرخى الستر وأغلق الباب (٦). وعلى هذا الغيب غيبته عن الناس ورؤيتهم.