قال عطاء: لم يرعوها كما رعاها الحواريون وأتباعهم (١).
وقال سعيد: ابتدعها (٢) الصالحون فما رعوها حق رعايتها، يعني الآخرين الذين جاؤوا من بعدهم {فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ} يعني الذين ابتدعوها {وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} الذين جاؤا من بعدهم (٣).
٢٨ - قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ} خطاب لأهل الكتاب من اليهود والنصارى (٤) بقوله: يا أيها الذين آمنوا بموسى وعيسى اتقوا الله في محمد -صلى الله عليه وسلم- وآمنوا به {يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ} ضعفين وأجرين ونصيبين {مِنْ رَحْمَتِهِ} وذكرنا تفسير الكفل في سورة النساء (٥).
قوله تعالى:{وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ} قال ابن عباس: يعني على الصراط، وهو قول مقاتل (٦)، وقال مجاهد: يعني الهدى والبيان (٧).
وذكر أبو إسحاق القولين فقال: ويجعل لكم نورًا تمشون به كما قال
(١) انظر: "التفسير الكبير" ٢٩/ ٢٤٦. (٢) كذا في (ك) ولعل الصواب (ابتدعها). (٣) انظر: "معالم التنزيل" ٤/ ٣٠١٢، غرائب القرآن ٢٧/ ١٤١. (٤) قال ابن عباس والضحاك وعتبة بن أبي حكيم، وهو اختيار ابن جرير انظر: "جامع البيان" ٢٧/ ١٤٠، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٣١٧. (٥) عند "تفسيره" الآية (٨٥) من سورة النساء. والكفل: الحظَّ والضَّعف من الأجر والإثم، والكفل: النصيب أخذ من قولهم: اكتفلت البعير إذا أدرت على سنامه أو على موقع من ظهره كساء وركبت عليه، وإنما قيل له كفل؛ لأنه لم يستعمل الظهر كله. انظر: "تهذيب اللغة"، و"اللسان" ٣/ ٢٧١، (كفل). (٦) انظر: "تفسير مقاتل" ١٤٣ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٥٣، و"فتح القدير" ٥/ ١٧٩. (٧) انظر: "تفسير مجاهد" ٢/ ٦٥٨، و"جامع البيان" ٢٧/ ١٤٢, و"الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ٢٦٧.