{ذَائِقَةُ}: فاعِلَة، مِنَ:(الذَّوْقِ). واسم الفاعِلِ إذا أضيف إلى اسمٍ، وأُريِدَ (١) بِهِ المُضِيّ، لم يَجُزْ إلّا الجَرُّ، نحو:
(زيْدٌ ضارِبُ عمروٍ أمسِ)، فإنْ أردت به الحالَ والاستقبالَ، جازَ الجَرُّ والنَصْبُ؛ تقول:(هو ضاربُ زيدٍ غدًا)، و (ضاربٌ زيدًا (٢) غدًا). قال الله -تعالى-: {هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ}[الزمر: ٣٨]. و {كاشفات ضُرَّه}(٣)، قُرِئ بالوجهين (٤)، لأنه الاستقبال.
وروي عن الحسن أنه قرأ:(ذائقةٌ الموتَ)(٥) -بالتنوين، ونصب الموت-، واستقصاء الكلام في هذه المسألة يأتي عند قوله:{ظَالِمِي أِنْفُسِهِمْ} في سورة النساء.
(١) في (ج): (أريد) بدون واو. (٢) في (أ)، (ب): (زيد). والمثبت من (ج)، وهو الصواب. (٣) {كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ}: ليس في: (ج). (٤) {كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ} -بالتنوين، ونصب الراء المشددة من {ضُرِّهِ} - هي قراءة أبي عمرو، ورواية الكسائي عن أبي بكر عن عاصم. وقرأ الباقون: {كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ} على الإضافة. انظر: "السبعة" ٥٦٢، و"التبصرة" لمكي ٦٦٠، و"الكشف" له ٢/ ٢٣٩، وكتاب "الإقناع" ٢/ ٧٥٠. (٥) لم أقف على مصدر قراءة الحسن. وقد قرأ بها: الأعمشُ، واليَزِيدي، وأبو حَيْوَة، ويحيى، وأبي إسحاق. انظر: "تفسير الثعلبي" ٣/ ١٦٥أ، و"تفسير القرطبي" ٤/ ٢٩٧، و"البحر المحيط" ٣/ ١٣٣. وذكر الزمخشريُّ، عن الأعمش، أنه قرأ: {ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} -بدون التنوين، مع النصب- أنظر: "الكشاف" ١/ ٤٨٥.