وقال بعض أهل العلم: معنى الرجوع هاهنا العود (٢) إلى الحال الأولى، فمعنى:{وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} أنهم يرجعون إلى أن لا يكون لهم مالك سواه، يملك نفعهم وضرهم كما كانوا في بدء (٣) الخلق، لأنهم في أيام حياتهم قد يملك غيرهم الحكم عليهم (٤).
٤٧ - قوله تعالى:{وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ}. (التفضيل) نقيض التسوية، يقال: فضله إذا أعطاه الزيادة، وفضله إذا حكم له بالزيادة في الفضل. و (التفضل) لبس المفضل من الثوب، وهو ما يتخفف به الإنسان في بيته، ورجل فُضُل متفضل (٥)، ومنه:
...... إِلَّا لِبْسَةَ المُتَفَضِّلِ (٦)
(١) أخرج ابن جرير عن أبي العالية: قال: (يستيقنون أنهم يرجعون إليه يوم القيامة) قال ابن جرير: (وقال آخرون: أنهم إليه يرجعون بموتهم) ١/ ٢٦٤، وانظر: "تفسير ابن عطية" ١/ ٢٨٠، و"القرطبي" ١/ ٣٢١. (٢) في (ب): (إلى العود). (٣) في (ب): (بدو) وقد وردت هكذا في "لباب التفسير" للكرماني ١/ ٢٢٨. (٤) انظر: "تفسير الرازي" ٣/ ٥١، "لباب التفسير" للكرماني ١/ ٢٢٨، "البحر" ١/ ١٨٧. (٥) انظر: "تهذيب اللغة" (فضل) ٣/ ٢٨٠١، "الصحاح" (فضل) / ١٧٩١، "اللسان" (فضل) ٦/ ٣٤٢٩ - ٣٤٣٠، "مفردات الراغب" ٣١٨. (٦) جزء من بيت لامرئ القيس يقول: فَجِئْتُ وَقَدْ نَضَتْ لَنَوْمٍ ثِيَابَهَا ... لَدى السِّتْرِ إلاَّ لِبْسَةَ المُتَفَضِّلِ (نضت): نزعت، (المتفضل): اللابس ثوبًا واحدًا. البيت في "تهذيب اللغة" (نضا) ٤/ ٣٥٨٩، "اللسان" (نضا) ٧/ ٤٤٥٧، "أوضح المسالك" ص ١٠٥،"شرح شذور الذهب" ص ٢٨٦، "الهمع" ٣/ ١٢٣، ٤/ ٩٤، "الخزانة" ١٠/ ١٣٠، "ديوان امرئ القيس" ص ١١٤.