وقوله تعالى:{كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} أعلَمَ أنهم نبذوا كتاب الله، ورفضوه على علم به، عداوهً للنبي - صلى الله عليه وسلم - (١).
وعنى بالفريق في هذه الآية: علماء اليهود الذين تواطؤوا على كتمان أمر محمد - صلى الله عليه وسلم - (٢).
١٠٢ - قوله تعالى {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ} الآية، هذه الآية قد أشكل علم إعرابها ومعناها على كثيرٍ من الناس، حتى ترك أكثر أهل العلم والنحو الكلام فيها لصعوبتها. وتكلم آخرون فيها (٣).
قال أبو إسحاق: أعلم الله عز وجل أنهم رفضوا كتابه واتبعوا السحر (٤).
وقوله تعالى:{تَتْلُوا} أي: تقرأ (٥). وقال ابن عباس: تتبع وتعمل به (٦). وكذلك قال في قوله:{يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ}[البقرة: ١٢١]: يتبعونه حق اتباعه (٧)، فيعملون به حق عمله.
وقال أبو عُبَيدة:{مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ} أي: ما تتكلم به. كقولك: فلان يتلو كتاب الله، أي: يقرؤه ويتكلم به (٨). وقال عطاء: ما تُحدّث
(١) من كلام الزجاج في "معاني القرآن" ١/ ١٨٢. (٢) ينظر: "تفسير الطبري" ١/ ٤٤٢. (٣) قال الزجاج في "معاني القرآن" ١/ ١٨٥: فإن النحويين قد ترك كثير منهم الكلام فيها لصعوبتها، وتكلم جماعة منهم، وإنما تكلمنا على مذاهبهم. (٤) ينظر: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ١٨٣. (٥) وبه قال مجاهد وقتادة وعطاء، وروي عن ابن عباس، ينظر: "تفسير الطبري" ١/ ٤٤٧، و"تفسير ابن كثير" ص ١٤٤ - ١٤٦. (٦) أخرجه الطبري في "تفسيره" ١/ ٤٤٧ وذكره الثعلبي في "تفسيره" ١٤/ ١٠٥٥. (٧) رواه عنه ابن أبي حاتم في "تفسيره" ١/ ٢١٨، وذكره ابن كثير في "تفسيره" ١/ ١٤٥. (٨) "مجاز القرآن" لأبي عبيدة بمعناه ١/ ٤٨.