وعدهم بالحرب وأخذهم بالإيمان إن شاؤوا أو أبوا) (١)، هذا الذي ذكرنا قول جماعة المفسرين (٢).
وقال ابن عباس في رواية عطاء {لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ}: (يريد: خبري وخبركم سوف يستقر عند رب العالمين، فيحكم بيني وبينكم {وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} من له الحجة على صاحبه)(٣).
٦٨ - قوله تعالى:{وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا} الآية، قال المفسرون (٤): (كان المشركون إذا جالسوا المؤمنين وقعوا في رسول الله والقرآن، فشتموا واستهزؤوا، فأمرهم الله أن لا يقعدوا معهم {حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ}).
وهذا قول ابن عباس (٥) وسعيد بن جبير والسدي (٦) ومقاتل (٧)
(١) "معاني القرآن" ٢/ ٢٦٠، وفيه: (وأخذهم بالإيمان شاؤوا أو أبوا، إلا أن يعطي أهل الكتاب الجزية) ا. هـ. (٢) انظر: "معاني النحاس" ٢/ ٤٤٢. (٣) لم أقف عليه، وأخرج الطبري في "تفسيره" ٧/ ٢٢٧، وابن أبي حاتم ٤/ ١٣١٣ بسند جيد عنه قال: ({لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ} يقول: حقيقة)، وأخرج الطبري بسند ضعيف عنه قال: (فعل وحقيقة ما كان منه في الدنيا وما كان منه في الآخرة)، وانظر: "الدر المنثور" ٣/ ٣٧. (٤) انظر: "تفسير الطبري" ٧/ ٢٢٨، و"معاني النحاس" ٢/ ٤٤٢، و"تفسير السمرقندي" ١/ ٤٩٢، و"الكشف" للثعلبي ١٧٩ أ، و"أحكام القرآن" لابن العربي ٢/ ٧٣٩. (٥) سوف يأتي تخريجه. (٦) أخرجه الطبري ٨/ ٢٢٨، من طرق جيدة عن سعيد بن جير والسدى ومجاهد وأبي مالك غزوان الغفاري، وقتادة، وابن جريج، وأخرجه ابن أبي حاتم ٤/ ١٣١٤ - ١٣١٥، من طرق جيدة عن سعيد بن جبير والسدي، وأبي مالك ومقاتل بن حيان. (٧) "تفسير مقاتل" ١/ ٥٦٧.