اتخذتم من الآلهة غير الله (١)، وقال مقاتل: فماذا بعد الحق (٢): يعنى بعد (٣) عبادة الله إلا الضلال، يعني عبادة الشيطان (٤).
{فَأَنَّى تُصْرَفُونَ}، قال ابن عباس: يريد: كيف تصرف عقولكم إلى عبادة مالا يرزق ولا يحيى ولا يميت (٥).
٣٣ - قوله تعالى:{كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ}، قال الزجاج: الكاف في موضع نصب أي مثل أفعالهم جازاهم ربك (٦) هذا كلامه. وشرحه أبو بكر (٧) فقال: (ذلك) إشارة إلى مصدر {تُصْرَفُونَ} تلخيصه: مثل ذلك الصرف حقت كلمة ربك، وموضع {ذَلِكَ} خفض بالكاف، والكاف موضعها نصب (٨) بـ {حَقَّتْ} على تقدير: حقت الكلمة مثل ذلك الصرف (٩).
وقال بعض أهل المعاني: المشبه به في {كَذَلِكَ} معنى قوله: {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ}[ومعناه ليس بعد الحق إلا الضلال](١٠) كذلك حقت الكلمة، وعلى هذا: الكاف في موضسع رفع بالابتداء، وخبره {حَقَّتْ}
(١) "تنوير المقباس" ص ٢١٢ بمعناه. (٢) في (ح) و (ز) زيادة: (إلا الضلال). (٣) ساقط من (ى). (٤) "تفسير مقاتل" ١٤٠ أبنحوه. (٥) "زاد المسير" ٤/ ٢٩، "الوسيط" ٢/ ٥٤٧. (٦) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٨. (٧) هو ابن الأنباري. (٨) ساقط من (ى). (٩) ذكر قوله ابن الأنباري مختصرًا بن الجوزي في "زاد المسير" ٤/ ٣٠. (١٠) ما بين المعقوفين ساقط من (ى).