غيرهم أيضًا يعتبر به اعتبارهم؛ لأنهم (١) وإن لم يسألوا فإن سؤال غيرهم نتج لهم الأعجوبة، وكشف المعنى لهم (٢).
٨ - قوله تعالى {إِذْ قَالُوا} يعني: إخوة يوسف {لَيُوسُفُ} هذه لام التأكيد، وهي التي يتلقى بها القسم هاهنا، {وَأَخُوهُ} قال ابن عباس (٣): ولد راحيل وهي خالتهم {أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} قال الفراء (٤): العصبة عشرة فما زاد.
وقال أهل اللغة (٥): العصبة من العشرة إلى الأربعين، وقال المبرد (٦): العصبة الجماعة، وتعصب القوم: إذا اجتمعوا على هيئة يشد بعضهم بعضًا، ومنه العصبة في النسب، وهم الذين يجمعهم التعصب، فمعنى العصبة: جماعة متعاونة.
وقوله تعالى:{إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} قال أبو بكر بن الأنباري (٧): أي ضل بإيثاره يوسف وأخاه علينا (٨) ضلالا خطأ يلحقه ضرره (٩) في دنياه، إذ الذي آثره علينا عناؤنا يزيد على عنائه، ذهب إلى هذا الجواب
(١) في (أ)، (ب): (لأنه). (٢) "زاد المسير" ٤/ ١٨٢. (٣) انظر: الطبري ١٢/ ١٥٤، و"زاد المسير" ٤/ ١٨٣. (٤) "معاني القرآن" ٢٩/ ٣٦. (٥) قال به أبو عبيد. انظر: "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٤٥٤ (عصب)، وابن قتيبة انظر: "مشكل القرآن وغريبه" ص ٢١٦. (٦) انظر: القرطبي ٩/ ١٣٠. (٧) "زاد المسير" ٤/ ١٨٣. (٨) هذه عبارة الثعلبي في ٧/ ٦٤ ب. (٩) في (أ)، (ب): (ضروره).