قال صاحب النظم: تأويل الآية: ولكم من ثمرات النخيل والأعناب ما تتخذون منه سكرًا (١)؛ لأنه لو كان مبتدأً ومنقطعًا مما قبله لوجب أن يقال: منها؛ لأن تأويله يكون راجعًا على قوله:{ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ} على ما نظم، وتتخذون من ثمرات النخيل والأعناب سكرًا.
والعرب تضمر (ما) و (من) كقوله تعالي: {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ}(٢)[الإنسان: ٢٠]، {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ}(٣)[الصافات: ١٦٤] وذكرنا (٤) هذا قديمًا.
والأعناب عطف على الثمرات لا على النخيل؛ لأنه يصير التقدير: ومن ثمرات الأعناب، والأعناب ثمار، ولكنه ومن الأعناب، وأمَّا السكر
= ٢١/ ٦٠٢، أما طهارة المني فمختلف فيها، وقد بسط العلماء القول فيها في كتبهم في مظانها. وانظر: "أحكام النجاسات" ص ٩٩ - ١٢٤] ومن أقوى أدلة القائلين بطهارته -وهو الراجح- قول عائشة رضي الله عنها "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسْلُت المنيّ من ثوبه بعرق الإذخر ثم يصلي فيه، ويحته من ثوبه يابسًا ثم يصلي فيه". صحيح ابن خزيمة: باب سلت المني من الثوب بالإذخر إذا كان رطبًا (١/ ١٤٩). (١) وإلى هذا ذهب الطبري في "تفسيره" ١٤/ ١٣٨، وانظر: "تفسير البغوي" ٥/ ٢٨، وابن عطية ٨/ ٤٥٨، قال البغوي: يعني: ولكم أيضًا عبرة فيما نسقيكم ونرزقكم من ثمرات النخيل والأعناب، {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ} والكناية في {مِنْهُ} عائدة إلى (ما) محذوفة، أي: ما تتخذون منه {سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا}. (٢) قال الفراء: أي ما ثَمَّ رأيت. "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٢١٨، وانظر: "الدر المصون" ١٠/ ٦١٤. (٣) وتقديره عند الكوفيين: وما منا إلا مَنْ له، فحذف الموصول وأبقى الصلة، واباه البصريون؛ لأن الموصول عندهم لا يحذف. انظر: "البيان في غريب إعراب القرآن" ٢/ ٣١٠، و"الفريد في إعراب القرآن" ٤/ ١٤٦. (٤) ساقطة من (أ)، (د).