قال ابن عباس:{فَكُلُوا}: يا معشر المؤمنين، {مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ}، يريد من الغنائم (٣).
وقال الكلبي: إن رؤساء أهل مكة كَلَّمُوا رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- حين جُهِدوا، قالوا: عاديت الرجال فما بال النساء والصبيان، وكانت المِيرَة (٤) قد قطعت عنهم بأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأَذِن في الحَمْل إليهم، فَحُمِل إليهم الطعام (٥)، فقال الله تعالى:{فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} الآية. والقول ما قاله ابن عباس، يدل عليه قوله بعد هذه الآية:
١١٥ - {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ} وهذا خطاب للمسلمين لا لكفار
(١) ورد في "تفسير الطوسي" ٦/ ٤٣٤، بنحوه، وانظر: "تفسير ابن الجوزي" ٤/ ٥٠١، بنصه، وورد بنحوه غير منسوب في "تفسير الطبري" ١٤/ ١٨٧. (٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٢٢١، بنحوه. (٣) انظر: "تفسير الفخر الرازي" ٢٠/ ١٣٠، بنصه، والخازن ٣/ ١٣٩، و"تفسير الألوسي" ١٤/ ٢٤٥، وورد غير منسوب في "تفسير مقاتل" ١/ ٢٠٨ ب، بنحوه، و"تفسير الطبري" ١٤/ ١٨٨ بمعناه، و"تفسير ابن الجوزي" ٤/ ٥٠١، و"تفسير القرطبي" ١٠/ ١٩٥، وهذا من قبيل التفسير بالمثال، والآية عامة في جواز الأكل من كل طيب. (٤) المِيرَةُ: جلب الطعام للبيع وللعيال، وهم يَمِيرون غيرهم ويَمْتَارون لأنفسهم. "المحيط في اللغة" (مير) ١٠/ ٢٨٥. (٥) انظر: "تفسير الفخر الرازي" ٢٠/ ١٣٠، بنصه، والخازن ٣/ ١٣٩، بنحوه، و"تفسير الألوسي" ١٤/ ٢٤٥، بنصه، وعزياه للواحدي، ورد بنحوه غير منسوب في "تفسير السمرقندي" ٢/ ٢٥٥، والثعلبي ٢/ ١٦٥ ب، والبغوي ٥/ ٤٩، وابن الجوزي ٤/ ٥٠١، و"تفسير القرطبي" ١٠/ ١٩٥.