وروى الحجاج بن أرطأة عنه قال: قلت لابن عباس: ما قوله: (وتعزروه)؟ قال: الضرب بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم- بالسيف (٢).
قوله:{وَتُوَقِّرُوهُ} قال قتادة: تكرموه وتعظموه وتسودوه (٣).
وقال ابن حيان: تشرفوه وتبجلوه وتجلوه (٤)، كل هذا من ألفاظ المفسرين.
قوله:{وَتُسَبِّحُوهُ} هذه الكناية راجعة إلى اسم الله (٥) في قوله: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ} وكثير من القراء اختاروا الوقف على قوله: وتوقروه (٦) لمخالفة الكناية في: (وتسبحوه) الكناية التي قبلها، والمعنى: وتصَلّوا لله بالغداة والعشي. قاله المقاتلان (٧).
١٠ - قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ} قال المفسرون: يعني بيعة
(١) أخرج ذلك الطبري في "تفسيره" عن عكرمة ١٣/ ٧٥، ونسبه النحاس في "معاني القرآن" لعكرمة ٦/ ٤٩٩، ونسبه القرطبي ١٦/ ٢٦٦ لابن عباس وعكرمة. (٢) أخرج الطبري ١٣/ ٧٥ عن عكرمة قال: يقاتلون معه بالسيف، ونسبه القرطبي في "الجامع" ١٦/ ٢٦٧ لابن عباس وعكرمة. (٣) أخرج الطبري ١٣/ ٧٤ عن قتادة في {وَتُوَقِّرُوهُ} أمر الله بتسويده وتفخيمه. (٤) لم أقف على هذا القول. (٥) انظر: "تفسير الطبري" ١٣/ ٧٥، "الماوردي" ٥/ ٣١٣، "البغوي" ٧/ ٢٩٩. (٦) انظر: "المكتفى" للداني ص ٥٢٨، "تفسير البغوي" ٧/ ٢٩٩، القرطبي ١٦/ ٢٦٧, ونقل النحاس عن أبي حاتم وأحمد بن موسى أن التمام عند قوله: ويوقروه. لأنهما قالا المعنى: ويوقروا النبي -صلى الله عليه وسلم- ويسبحوا الله بكرة وأصيلًا. وخولفا في هذا لأن (ويسبحوه) معطوف على ما قبله قد حذفت منه النون للنصب فكيف يتم الكلام على ما قبله. انظر: "القطع والائتاف" لأبي جعفر النحاس ص٦٧٠. (٧) "تفسير مقاتل" ٤/ ٧٠.