وقال الكلبي: جعل لكل شيء خلقًا، ومنتهى، وأجلًا ينتهي إليه (١).
وقال أبو إسحاق: خلق الله الحيوان وقدر له ما يصلحه ويقيمه، وقدر جميع ذلك لخلقه بحكمته وتقديره (٢). وعلى هذا المعنى يكون: وقدر له تقديرًا من الأجل والمعيشة.
وقال الآخرون: سوَّى كل ما خلق وهيأه لما يصلح له (٣).
٣ - قال ابن عباس: ثم ذكر ما صنع المشركون فقال: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً} يعني: الأصنام اتخذها أهل مكة (٤).
{لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} أي: وهي مخلوقة {وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا} قال مقاتل: لا تقدر الآلهة أن تمتنع ممن أراد بها سوءًا (٥). والمعنى: لا يملكون دفع ضر ولا جلب نفع فحذف المضاف. وهذا معنى قول المفسرين:{وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا} فيدفعونه عن أنفسهم {وَلَا نَفْعًا} فيجرونه إلى أنفسهم. ويجوز أن يكون المعنى: ولا يقدرون أن يضروا أنفسهم أو ينفعونها بشيء ولا لمن يعبدها؛ لأنها جماد لا قدرة لها. وهذا معنى قول الكلبي (٦). ولا يحتاج في هذا إلى تقدير المضاف.
{وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا} قال مقاتل: أن تميت أحدًا (٧){وَلَا حَيَاةً} ولا
(١) "تنوير المقباس" ص ٣٠٠، بمعناه. (٢) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٥٧. (٣) ممن قال بهذا القول ابن جرير، ١٨/ ١٨٠. (٤) "تفسير ابن جرير" ١٨/ ١٨١، ولم ينسبه. (٥) "تفسير مقاتل" ص ٤٢ ب. وذكره السمرقندي ٢/ ٤٥٣ بنصه، ولم ينسبه. (٦) "تنوير المقباس" ص ٣٠٠. (٧) "تفسير مقاتل" ص ٤٢ ب.