وقال قتادة: إن المؤمن يُصوّر له عمله في صورة حسنة، فيقول له: من أنت؟ فيقول: أنا عملك، فيكون له نورًا وقائدًا إلى الجنة، والكافر على ضد ذلك، فلا يزال به عمله حتى يدخله النار (٣).
وقال ابن الأنباري: يجوز أن يكون المعنى: إن الله تعالى يزيدهم هداية بخصائص وألطاف وبصائر ينور بها قلوبهم، ويزيل بها الشكوك عنهم كقوله تعالى:{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى}[محمد: ١٧] الآية (٤)، ويجوز أن يكون المعنى يثبتهم على الهداية كما قلنا في قوله:{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}[الفاتحة: ٦].
وقوله تعالى:{تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ} أي من (٥) بين أيديهم، وهم يرونها من علو أسِرَّتهم وقصورهم.
١٠ - قوله تعالى:{دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ} الآية، الدعوى: مصدر كالدعاء، ذكرنا ذلك في قوله:{فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ}[الأعراف: ٥]، قال ابن عباس في رواية سعيد بن جبير: كلما اشتهى أهل الجنة شيئا قالوا: {سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ} فجاءهم ما يشتهون، فإذا طعموا بما يشتهون قالوا:
(١) انظر: "تفسير الثعلبي" ٧/ ٦ أ، والسمرقندي ٢/ ٨٩، ولعل القول لمقاتل بن حيان إذ لم أجده في "تفسير مقاتل بن سليمان". (٢) "تفسير الثعلبي" ٧/ ٦ أ، والقرطبي ٨/ ٣١٢. (٣) رواه عنه بنحوه مرفوعًا ابن جرير ١١/ ٨٨، ورواه ابن أبي حاتم ٦/ ١٩٢٩، عن قتادة عن الحسن مرفوعًا أيضًا، وهو حديث مرسل، وانظر: "تفسير ابن كثير" ٢/ ٤٤٨. (٤) ذكره بنحوه الرازى في "تفسيره" ١٧/ ٤٢، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٥/ ١٢٧. (٥) ساقط من (م).