وقوله تعالى:{فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ}، قال ابن عباس (٢)، والضحاك (٣)، ومجاهد (٤)، وابن زيد (٥): يعني من آمن من أهل، الكتاب، كعبد الله بن سلام وأصحابه فسيشهدون (٦) على صدق محمد - صلى الله عليه وسلم - ويخبرونك بنبوته، وما قدمه الله في الكتب من ذكره، وباقي الآية والتي تليها (٧) حكمه على ما ذكرنا من أنه خطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - والمراد به غيره من الشاكين.
(١) ذكر النحاس في "معاني القرآن" ٣/ ٣١٦ أربعة أقوال، وذكر الثعلبي ٧/ ٢٧، ٢٨ ثمانية أقوال، وكذلك الرازي ١٧/ ١٦٠ - ١٦١، ولأبي حيان توجيه بديع للآية حيث قال: والذي أقوله: إِنّ (إنْ) الشرطية تقتضي تعليق شيء على شيء، ولا تستلزم تحتم وقوعه ولا إمكانه، بل قد يكون ذلك في المستحيل عقلاً كقوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} [الزخرف: ٨١]، ومستحيل أن يكون له ولد، فكذلك هذا مستحيل أن يكون في شك، ولما خفي هذا الوجه على أكثر الناس اختلفوا في تخريج هذه الآية. "البحر المحيط" ٥/ ١٩١. (٢) رواه ابن جرير ١١/ ١٦٨، والبغوي ٤/ ١٥٠، وأبو الشيخ عن الحسن كما في "الدر" ٣/ ٥٧١. (٣) رواه ابن جرير ١١/ ١٦٨، وابن أبي حاتم ٦/ ١٩٨٦، والبغوي ٤/ ١٥٠. (٤) رواه ابن جرير والبغوي، في الموضع السابق نفسه. (٥) رواه ابن جرير وابن أبي حاتم، في الموضع السابق نفسه. (٦) في (ى): (فيشهدون). (٧) يعني قوله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (٩٤) وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.