قال أبو إسحاق:(وانتصاب (٣) خوفًا وطمعًا؛ لأنه مفعول له، وحقيقته أنه في موضع مصدر؛ لأن {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ} في هذا الموضع يدل على أنهم يخافون ويرجون، فهو في تأويل: يخافون خوفًا ويطمعون طمعًا (٤).
قوله تعالى:{وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} قال الكلبي: في الواجب عليهم والتطوع (٥).
١٧ - وقوله تعالى:{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ}[أو](٦) لا يعلم أحد ما خبئ لهؤلاء الذين ذكرهم مما تقر به أعينهم، وتفسير هذه الآية ما رواه الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"يقول الله -عز وجل-: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، بله ما أطلعتكم عليه، اقرأوا إن شئتم:{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ}(٧) ".
(١) أورده "تفسير الطبري" ٢١/ ١٠٣ ونسبه لقتادة، وذكره غير منسوب: "الماوردي" ٤/ ٣٦٣. "تفسير الطبرسي" ٨/ ٥١٨، ولم أقف عليه منسوبًا لابن عباس. (٢) انظر: "تفسير مقاتل" ٨٥ أ. (٣) في (ب): (وانتصب). (٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٤/ ٢٠٧. (٥) انظر: "الوسيط" ٣/ ٤٥٣. وذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ٦/ ٣٣٩، ولم ينسبه لأحد. (٦) (أو) يظهر أنها زائدة، وقد تكون خطأ من النساخ؛ لأنها لا تفيد شيئًا. (٧) أخرجه البخاري في التفسير، باب قوله: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} =