وقال الزجاج: أي ممن له سَحْر، والسَّحْرُ: الرئة، أي: أنت بشر مثلنا (٢). وعلى هذا: المُسَحَّر ذو السَّحْر، وهو الذي خُلِق له سَحْر.
قال مقاتل: قالوا: أنت بشر مثلنا لا تفضلنا في شيء لست بملَك ولا رسول (٣).
١٥٤ - {فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} أنك رسول الله إلينا (٤). وقال ابن عباس: إنهم سألوه فقالوا: إن كنت صادقًا فادع الله يخرجْ لنا من هذا الجبل ناقة حمراء عُشَراء فتضع ونحن ننظر، وتَرِد هذا الماء فتشرب، وتغدو علينا بمثله لبنًا! قال أبو الطفيل: لما قيل له ذلك خرج بهم إلى هَضبة من الأرض فإذا هي تَمْخَضُ كما تَمْخَضُ الحامل فانشقت عن الناقة (٥).
١٥٥ - فـ {قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ} الشِّرِب: الحظ والنصيب من الماء (٦). والمعنى: لها شِرب يوم ولكم شِرب يوم معلوم.
(١) "مجاز القرآن" ٢/ ٨٩. (٢) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٩٧. (٣) "تفسير مقاتل" ٥٣ ب. (٤) "تفسير مقاتل" ٥٣ ب. (٥) ذكره في تفسيره "الوسيط" ٣/ ٣٦٠، من قول ابن عباس، فقط. وهذا القول في "تفسير مجاهد" ٢/ ٤٦٥. وأخرجه ابن أبي حاتم ٩/ ٢٨٠٤، عن أبي الطفيل. المَخاض: وَجَعُ الولادة، وهو الطَّلْق أيضًا. "تهذيب اللغة" ٧/ ١٢١ (مخض). (٦) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٨٢ ولفظه: "لها حظ من الماء". و"غريب القرآن" لابن قتيبة ٣٢٠. و"تفسير الثعلبي" ٨/ ١١٥ ب.