٦ - وقوله:{وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} قال ابن عباس: نملكهم ما كان يملك فرعون. يقال: مكنته ومكنت له، قال الله تعالى:{وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ}[الأعراف: ١٠](١)، وقال:{مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ}[الأنعام: ٦] وقد مر (٢).
{وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ} الآية، أي مولود بني إسرائيل الذي يذهب ملكهم على يده، ويهلك القبط بسببه. وقرأ حمزة والكسائي:{وَيرَى} بالياء {فِرْعَوْنَ} وما بعده رفعًا، على معنى: أنَّهم يرونه إذا أُروه؛ والاختيار قراءة العامة؛ ليكون الكلام من وجه واحد (٣).
٧ - قوله:{وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ} قال قتادة: أي قذفنا في قلبها, وليس بوحي إرسال (٤).
(١) لم يتكلم الواحدي في تفسير هذه الآية عن دخول اللام في مكن، بل اقتصر على قوله: قال الزجاج: معنى التمكين في الأرض: التمليك والقدرة وهو قول ابن عباس قال: يريد: ملكناكم في الأرض؛ يريد: ما بين مكة إلى اليمن، وما بين مكة إلى الشام. (٢) قال الواحدي في تفسير هذه الآية: قوله تعالى {مَكَّنَّاكُمْ} ثم قال: {مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ} ولم يقل: نمكنكم، وهما لغتان؛ تقول العرب: مكنته، ومكنت له، كما تقول: نصحته، ونصحت له. قال صاحب النظم: العرب تتسع في الأفعال التي تتعدى بحروف الصفات، فربما عدوها بغيرها كقوله تعالى: {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ} [التكوير: ٢٦] المعنى: فإلى أين تذهبون .. أ. هـ. حروف الصفات هي: حروف المعاني. (٣) "السبعة في القراءات" ٤٩٢. و"الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٤١١، ولم يذكر هذا الاختيار. وإعراب القراءات السبع ٢/ ١٦٨، و"النشر" ٢/ ٣٤١. (٤) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٨٧، وابن جرير ٢٠/ ٢٩، وابن أبي حاتم ٩/ ٢٩٤١، =