الواوُ في {أَوَلَمَّا}، لِعَطْفِ جملةٍ على جملة. ودخل أَلِفُ الاستفهام على واو النَّسَقِ (٢)؛ لأنَّ له صدر الكلام.
قال الزجّاج (٣): ومثله من الكلام قولُ القائل: (تكَلّمَ فلانٌ بكذا وكذا) فيقول مجيبًا له: (أوَ هُوَ مِمَّن يقول ذلك؟).
والمعنى: أَوَ حين أصابتكم مُصيبةٌ. ويعنى بالمصيبة: ما أصابتهم يوم أحد.
وقوله تعالى:{قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا}.
هو مِنْ صفة النَّكِرَةِ (٤). ومعناه: قد أصبتم مثليها يوم بدر؛ وذلك [أنَّ](٥) المشركين قتلوا من المسلمين يوم أُحُد سبعين، [وقَتَلَ المسلمونَ منهم يوم بدر، سبعين](٦) وأسروا سبعين. هذا قول أكثرِ المفسرين: ابن
(١) هذا رأي الكوفيين، ومنهم: الفراء، أنَّ (إنْ) -هنا- نافية، بمعنى (ما)، واللام بمعنى: (إلا)، بينما مذهب أهل البصرة أنَّ (إنْ) هي المخففة من الثقيلة، واللام هي الفارقة بينها وبين (إنْ) النافية. انظر: المصادر السابقة، و"الفريد في إعراب القرآن المجيد" ١/ ٦٥٦، و"الجنى الداني" ٢٠٩، و"المغني" لابن هشام ٣٠٦. (٢) النَّسَق، هو: العطف. (٣) في "معاني القرآن" له ١/ ٤٨٧. نقله عنه بتصرف يسير. (٤) أي: في موضع رفع؛ صفة لـ (مصيبة). (٥) ما بين المعقوفين زيادة من (ج). (٦) ما بين المعقوفين زيادة من (ج).