يُقرأ:{وَأَنَّ اللَّهَ} بالفتح والكسر (١). فمن فتحها (٢): جعلها خفضًا، على معنى:(وَبِأَنَّ الله)، فـ (أَنَّ) معطوفة على الباء في {بِنِعْمَةٍ}؛ والمعنى: يستبشرون بتوفير نِعْمَةِ الله عليهم، ووصول أجرهم إليهم؛ لأنه إذا لم يُضِعْهُ (٣)، وَصَلَ إليهم.
ومَنْ (٤) كَسَرَها: استأنف، وهو يَؤُولُ إلى معنى القراءةِ الأولى؛ لأنه إذا لم يُضِعْهُ وَصَلَ إليهم. والأول أشد إبانة لهذا المعنى.
[قال المفسرون (٥): لما انصرف أبو سفيان] (٦) وأصحابه من أحد، ندموا على انصرافهم، وتلاوموا فيما بينهم، وقالوا: قتلتموهم حتى إذا [لم يَبْقَ إلا الشَّرِيدَ تركتموهم؟](٧) ارجعوا فاستأصِلُوهم. فَبَلَغَ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأراد أن يرهب العَدُوَّ، ويريهم من نفسه وأصحابه [قُوَّةً؛ فَنَدَبَ](٨) أصحابَهُ للخروج
(١) قراءة {وَإِنَّ} -بكسر الهمزة- للكسائي. وقرأ الباقون: بفتحها {وَأَنَّ}. انظر: كتاب "القطع والائتناف" للنحاس ٢٤٠، و"الحجة" للفارسي ٣/ ٩٨، و"النشر" ٢/ ٢٤٤، و"إتحاف فضلاء البشر" ص ١٨٢. (٢) قوله: (فمن فتحها ..) إلى (.. لهذا المعنى): نقله بتصرف واختصار عن "الحجة" للفارسي ٣/ ٩٨ - ٩٩. (٣) (يضعه): غير واضحة في (أ). والمثبت من: (ب)، (ج)، و"الحجة". (٤) من قوله: (ومن ..) على (.. وصل إليهم): ساقط من (ج). (٥) منهم: عكرمة، وابن إسحاق، وقتادة، والسدي، وابن جريج، والحسن. انظر: "تفسير الطبري" ٤/ ١٧٦ - ١٧٨، و"تفسير ابن أبي حاتم" ٣/ ٨١٥ - ٨١٧، و"أسباب النزول"، للواحدي: ص ١٧٢ - ١٧٣. (٦) ما بين المعقوفين: بياض في (أ). والمثبت من (ب)، (ج). (٧) ما بين المعقوفين: بياض في (أ). والمثبت من (ب)، (ج). (٨) ما بين المعقوفين: بياض في (أ). والمثبت من (ب)، (ج).