وقوله:{عَظِيمٍ} قال مجاهد: متقبل (٢). وعلى هذا سمي عظيمًا لعظم قدره، حيث قبل فداء عن إبراهيم. وعند غيره سمي عظيمًا لعظمه وسمنه. قال سعيد بن جبير: حق له أن يكون عظيمًا وقد رعى في الجنة أربعين خريفًا (٣).
١٠٨ - قوله:{وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ} مفسر في قصة نوح (٤) إلى قوله: {كَذَلِكَ} وقد ذكرنا في هذه القصة {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}، والمراد بذلك جزاء إبراهيم وابنه حين أطاعا فيما ابتليا به، فجوزيا بالعفو والفداء.
والمراد بقوله:{كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} جزاء إبراهيم وحده. قال مقاتل: جزاه الله بإحسانه الثناء الحسن في الناس (٥).
١١٢ - قوله تعالى:{وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ}، من جعل الذبيح إسماعيل جعل معنى قوله:{وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ} أن الله تعالى بشره بولد نبي بعد هذه القصة جزاءً لطاعته. ومن جعل الذبيح إسحاق قال: بشر بنبوته. وهذا قول عكرمة (٦).
(١) انظر: المصادر السابقة، "تفسير الثعلبي" ٣/ ٢٤٧ ب. وقد أورد هذا الأثر السيوطي في "الدر المنثور" ٧/ ١٠٥، وعزاه لأحمد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعبه عن ابن عباس. (٢) "تفسير مجاهد" ص ٥٤٥. (٣) انظر: "الطبري" ٢٣/ ٨٧، "تفسير الثعلبي" ٣/ ٢٤٧ ب، "زاد المسير" ٧/ ٧٧. (٤) عند الآية ٧٨ من هذه السورة. (٥) "تفسير مقاتل" ١١٣ أ. (٦) انظر: "الطبري" ٢٣/ ٨١، "البغوي" ٤/ ٣٤، "زاد المسير" ٧/ ٧٢.