قال المفسرون: إن عشرة من النقباء نقضوا العهد، وقالوا لبني إسرائيل: إن الرجل الواحد من هؤلاء الجبارين يدخل المائة منا في كُمِّه، ورأينا حصونًا ممتنعة وجبابرة، فلا يدان لنا بهم، فجَبُن القوم وخافوا ولم يثقوا بنصر الله، وقالوا: إنا لسنا نقبل مشورةً في دخولها ولا أمرًا وفيها هؤلاء الجبارون، ولما أمرهم يوشع وكالب بدخول القرية عصوهما وأرادوا أن يرجموهما بالحجارة، وقالوا: يا موسى نكذب عشرة ونصدق اثنين (٢).
وقوله تعالى:{فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ}.
قال أبو إسحاق: كلام العرب: اذهب أنت وزيد، ويستقبح النحويون: اذهب وزيد؛ لأنه يقبح العطف على المضمر والمضمر (في النية)(٣)، فكان الاسم يصير معطوفًا على ما هو متصل بالفعل غير مفارق له (٤).
وقال الفراء: ولو ألقيت (أنت) فقيل: اذهب وربك، كان صوابًا؛ لأنه في إحدى القراءتين:{إنه يراكم وقبيلُه}[الأعراف: ٢٧]، واذهب
(١) انظر: الطبري في "تفسيره" ٦/ ١٧٨، و"النكت والعيون" ٢/ ٢٦، والبغوي في "تفسيره" ٣/ ٣٧. (٢) أخرجه بمعناه الطبري في "تفسيره" ٦/ ١٧٩ - ١٨٠، وانظر: "بحر العلوم" ١/ ٤٢٨، والبغوي في "تفسيره" ٣/ ٣٧. وقد سبق قريبًا كلام ابن كثير في "تفسيره" على مثل هذا الخبر. (٣) في "معاني الزجاج" ٢/ ١٦٤: في النية لا علامة له. (٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ١٦٤.