٥ - قوله:{وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ} قال الليث: الفرج اسم يجمع سوءات الرجال والنساء. فالقبلان (١) وما حواليهما كله فرج، وكذلك من الدواب (٢).
ومعنى الفرج في اللغة: الفرجة بين الشيئين (٣). ولهذا سُمي ما بين قوائم الدابة الفروج. ومنه قول الشاعر (٤):
لها ذَنَبٌ مثلُ ذيل العروس ... تَسُدُّ به فرجها من دُبُر
والمراد بالفروج هاهنا: فروج الرجال خاصة، لدلالة ما بعدهما عليهما. قال الكلبي: يعني يعفون عما لا يحل لهم.
وقال الزجاج: يحفظون فروجهم عن المعاصي (٥).
٦ - قوله:{إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ} قال الفراء: معناه إلا من أزواجهم (٦). وعلى هذا القول {عَلَى} بمعنى: من. وحروف الصفات متعاقبة (٧).
(١) في (أ) زيادة: (هما) بعد قوله: (فالقبلان)، وليست في (ع) ولا في "تهذيب اللغة". (٢) قول الليث في "تهذيب اللغة" للأزهري ١١/ ٤٤ - ٤٥ (فرج)، وهو في "العين" ٦/ ١٠٩ (فرج). (٣) انظر (فرج) في: "تهذيب اللغة" للأزهري ١١/ ٤٤، "لسان العرب" ٢/ ٣٤١. (٤) في (ع): (ومنه قوله: وقائل هذا البيت هو: امرؤ القيس. وقد تقدم تخريج هذا البيت. (٥) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٦. (٦) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٣١. (٧) حروف الصفات: هي حروف الجر، أو حروف الإضافة كما يسميها البصريون. قال ابن يعيش في "المفصل" ٨/ ٧: (وقد يسميها الكوفيون حروف الصفات، لأنها تقع صفات لما قبلها من المنكرات) أهـ. وفي تعاقب حروف الصفات أو الجر مذهبان للنحويين: ١ - مذهب الكوفيين: أنها تتعاقب وينوب بعضها عن بعض. وهو الذي ذكره =