الزجاج: إني كفرت بشرككم أيُّها التُّباع إيّاي بالله (١) وهذا معنى قول ابن عباس: يريد: إني (٢) جحدت بما كنتم تطيعوني في الدينا؛ وتلخيصه: جحدت أن أكون شريكًا لله فيما أشركتموني (٣)، وقال الفراء:{إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ} هذا من قول إبليس؛ يعني: كفرت بالله الذي أشركتموني به، أي: كفرت به من قبلكم فجعل (ما) في مذهب ما يؤدى عن الاسم (٤)، وعلى هذا القول (ما) بمعنى (مَنْ) والقول هو الأول.
وقوله تعالى:{إِنَّ الظَّالِمِينَ} قال ابن عباس: يريد المشركين (٥)، قال المفسرون: هم الذين وضعوا العبادة والطاعة في غير موضعها (٦).
٢٣ - قوله تعالى:{تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ} ذكرنا معنى التحية عند قوله: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ}[النساء: ٨٦] قال ابن عباس: يريد أن الله يُحيِّهم بالسلام من عنده، وبعضهم يُحَيِّ بعضا بالسلام (٧) وعلى هذا
= القرطبي" ٩/ ٣٥٨، و"الفريد في إعراب القرآن" ٣/ ١٦١. (١) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٦٠، نقله بنصه. (٢) في جميع النسخ (إن) والصواب ما أثبته، وبه يستقيم الكلام. (٣) لم أقف عليه. وورد تلخيصه بنصه في "تفسير الثعلبي" ٧/ ١٥٠ أ، و"الوسيط" تحقيق سيسي ١/ ٣١٩، و"الوجيز" ١/ ٥٨١. (٤) "معاني القرآن" للفراء٢/ ٧٦ بنصه تقريباً. (٥) ورد قوله بنصه بلا نسبة في تفسيره "الوسيط" تحقيق سيسي ١/ ٣١٩، و"الوجيز" ١/ ٥٨١، و"تفسير ابن الجوزي" ٤/ ٣٥٧. (٦) ورد في "تفسير الثعلبي" ٧/ ١٥٠ ب، بنصه. (٧) انظر: "تفسير ابن الجوزي" ٤/ ١١، لكنه جعل التحية من الملائكة لا من الله، وفي "تنوير المقباس" ص ٢٧١، قال: يسلم بعضهم على بعض إذا تلاقوا، =