وقد أحكمنا الكلام في هذا الحرف عند قوله:{ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً}[البقرة: ٢٠٨](١).
وقوله تعالى:{وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}، قال ابن عباس:"يريد مع أوليائه الذين يخافونه فيما كلفهم من أمره ونهيه"(٢)، قال الزجاج:"تأويله أنه ضامن لهم النصر"(٣).
٣٧ - قوله تعالى:{إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} الآية، قال أبو زيد:"نسأت الإبل عن الحوض فأنا أنسأها نسأ: إذا أخرتها عنه (٤)، وأنساته الدين إنساءً: إذا أخرته عنه، واسم ذلك النسيئة والنسء"(٥).
قال (٦) [أبو عبيد عن الأصمعي: "أنسأ الله فلانا أجله [ونسأ في أجله](٧): [أي أخره"(٨)] (٩)، [وذكر الزجاج في باب الوفاق: "نسأ الله في
(١) انظر: النسخة الأزهرية: ١/ ١٢٦ ب حيث قال: ومعنى (الكافة) في اللغة: الحاجزة المانعة، يقال: كففت فلانًا عن السوء فكفّ يكف كفًّا .. وقيل لطرف اليد كف لأنه يكف بها عن سائر البدن، ورجل مكفوف: كف بصره من أن ينظر، فالكافة معناها المانعة، ثم صارت اسمًا للجملة الجامعة؛ لأنها تمنع من الشذوذ والتفرق. (٢) "الوجيز" ٦/ ٤٨٦ مختصرًا. (٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٤٤٧، والمراد أن هذه معية خاصة لأوليائه، تستلزم النصر والتأييد والحفظ والرعاية. (٤) ساقط من (ح). (٥) "تهذيب اللغة" (نسأ) ٤/ ٣٥٦٦ بلفظ مقارب، وبعضه في "الحجة" ٤/ ١٩٣. (٦) من (ى). (٧) ما بين المعقوفين ساقط من (ح). (٨) "تهذيب اللغة" (نسأ) ٤/ ٣٥٦٦، وهو في "غريب الحديث" لأبي عبيد ١/ ٢٣ من غير نسبة. (٩) ما بين المعقوفين ساقط من (م) و (ى)، وهو كذلك غير موجود في المصدرين التاليين.