٨٢ - قوله تعالى:{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} معنى التدبير والتدبر في اللغة النظر في العواقب (١)، ومنه قول الأكثم (٢) ألا (٣) تتدبروا أعجز (٤) الأمور قد ولت صدورها (٥).
ويقال لمن نظر في أمر قد أدبر: استدبر فلان أمره، ويقال: لو استقبلت من أمري ما استدبرت، أي: لو عرفت في صدره ما عرفت في عاقبته (٦).
وقال الزجاج: معنى تدبرت الشيء: نظرت في عاقبته، وسمي النحل دبرًا لأنه يعقب ما ينتفع به. والمال الكثير دبر، لأنه يبقى للأعقاب والأدبار (٧).
ومعنى الآية: أفلا يتأملون القرآن ويتفكرون فيه.
(١) انظر: "معاني الزجاج" ٢/ ٨٢، "تهذيب اللغة" ٢/ ١١٤٣، "مقاييس اللغة" ٢/ ٣٢٤، "الصحاح" ٢/ ٦٥٥ (دبر). (٢) في المخطوط: "الأكثر" والتصويب من "تهذيب اللغة" ٢/ ١١٤٣ (دبر) وأكثم هو بن صيفي بن رباح بن الحارث التميمي الحكيم المشهور، أحد المعمرين، أدرك الإسلام وقصد المدينة ليسلم فمات في الطريق في نحو سنة ٩ هـ. انظر: "جمهرة أنساب العرب" ص (٢١٠)، "أسد الغابة" ١/ ١٣٤، "الإصابة" ١/ ١١٠، "الأعلام" ٢/ ٦. (٣) في "تهذيب اللغة" ٢/ ١١٤٣، "اللسان" ٣/ ١٣٢١ (دبر): "لا"، ولعله هو الصواب كما سيأتي من بيان لقول أكثم. (٤) في "التهذيب": "أعجاز". (٥) "تهذيب اللغة" ٢/ ١١٤٣، "اللسان" ٣/ ١٣٢١ (دبر)، "التفسير الكبير" ١٠/ ١٩٦، وقال الأزهري مبينًا قول أكثم: "يقول: إذا فاتكم الأمر لم ينفعكم الرأي، وإن كان محكمًا". (٦) انظر: "تهذيب اللغة" ٢/ ١١٤٣ (دبر)، "التفسير الكبير" ١٠/ ١٩٦، "اللسان" ٣/ ١٣٢١ (دبر). (٧) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٨٢، وانظر: "زاد المسير" ٢/ ١٤٤.