قال الفراء: يقال: ناجيت الرجل مناجاةً ونجاءً، والقوم ينتجون ويتناجون، ويقال: نجوت الرجل نجوًا نجوًا، بمعنى ناجيته، وأنشد:
فقال فريق القوم لا إذ نجوتُهم ... وقال فريق أيمن الله ما ندري (٤)
ومن هذا قول الله تعالى:{مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ}[المجادلة: ٧] أي سرهم.
وقد يكون النجوى مصدرًا بمنزلة المناجاة (٥)، والنجوى أيضاً القوم المنتجون اسم لهم، قال الله تعالى {وَإِذْ هُمْ نَجْوَى}[الإسراء: ٤٧](٦).
(١) "الكشف والبيان" ٤/ ١١٩ أ. (٢) ما بين القوسين طمس في (ش)، والتسديد من "معاني الزجاج" ٢/ ١٠٤. (٣) قال الجوهري: "النجو: السر بين اثنين، يقال: نجوته نجوًا، إذا ساررته، وكذلك: ناجيته" "الصحاح" ٦/ ٢٥٠٣ (نجا)، وانظر: "معاني الزجاج" ٢/ ١٠٤. (٤) هذا المستفاد من الفراء لم أجده في "معاني القرآن" عند تفسيره هذه الآية فقد يكون في كتابه المفقود: "المصادر". والبيت لنصيب بن رباح وهو من شواهد سيبويه في الكتاب ٣/ ٥٠٣، ٤/ ١٤٨، و"سر صناعة الإعراب" ١/ ١٠٦, ١١٥، و"الإنصاف" ص ٣٤٤. وفي أكثرها "لما نشدتهم" بدل: "إذ نجوتهم" وفي جميعها: "ليمن" بدل: "أيمن". (٥) انظر: "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٥٠٩ (نجو). (٦) انظر: الطبري ٥/ ٢٧٦، و"الصحاح" ٦/ ٢٥٠٣ (نجا).